مبادرة التوعية بإعاقة الديسلاكسيا

الديسلاكسيا DYSLEXIA – إعاقة عصبية

اعتاد المربون قديماً على التعامل التربوي والنفسي مع هذه الإعاقة لعدم معرفتهم بحقيقته مما كلفهم جهداً عظيماً وإمكانات جبارة دون الوصول إلى المستوى العلاجي المطلوب ، أما الآن وبعد أن اكتشف العلماء أن هذه الإعاقة ناتجة عن خلل في الخلايا الممغنطة Magnocells التي تشكل الوسيلة في نقل المعلومات ما بين العين والدماغ حيث تكون أقل تنظيماً وأصغر حجماً عند المصابين منها لدى الأسوياء ، عندها يتسبب هذا الخلل في انتقال وتردد خطأين للمعلومة المقروءة يؤديان إلى رسالة مشوشة تصل للدماغ مما يصعب تحليلها.

تُنسب الدراسة إلى علم الأعصاب، بحيث يكون هو المسؤول عن اكتشاف الجين المُسبب لهذه الإعاقة التي أصابت العديد من مشاهير هذا الكوكب و المخترعين و العباقرة ،

و منهم :

– محمد علي كلاي
– ألبرت أينشتاين
– ليوناردو دافينشي
– بيل جايتس
– ستيف جوبز
– السير ريتشارد برانسون

علما بأنه أنا من المصابين بها أيضا و القائمة لا تنتهي فهي تضم أعظم مخترعي العالم.

عُسر وبُطء القراءة والكتابة هو تعريف مُبسّط لإعاقة الديسلكسيا “بطء التعلم”، حيث يبلغ معدّل انتشارها أكثر من 12%، ليكون للذكور نصيب أكبر للإصابة بها اكثر من الإناث وبمُعدّل أكبر بين الأقارب بالدرجة الأولى.

الوراثة هي السبب الأساسي لحدوث هذا الخلل و السبب الثانوي هو تأخر الولادة 

تعريف الجمعيّة العالميّة للدسلكسيا (2008): “عُسر القراءة (الدسلكسيا)، هي إعاقة تعلُّم تخُصّ اللّغة، وتشمل مجموعة من العوارض التي تؤديّ إلى صعوبات تتعلّق باللّغة، وتحديدًا القراءة، وعادة مايواجه الطلاّب ذَوُو عُسر القراءة صعوباتٍ أخرى تتعلّق باللّغة، مثل: الإملاء، والكتابة، ونطق الكلمات. ويؤثّر عُسر القراءة على الفرد طيلة حياته، إلا أنّ درجات التّأثّر قد تتغيّر في مراحل حياته، ويُسمى عُسر القراءة إعاقة تعلّم، لأنّه يُمكن أن يعيق نجاح الفرد في حياته الأكاديميّة والمدرسيّة إذا ما دُرِّسَ بالطّرائق التّقليديّة. وفي حالات العسر الشّديد للقراءة، يجب أن يتلقى المُعسر قِرائيّا تعليمًا خاصًّا وتدريباتٍ خاصّة، أو مساعدة خاصّة.”

تعريف الجمعية البريطانية للدسلكسيا (2008) :

“عسر القراءة هي إعاقة تعلّم خاصّة، تؤثر على تطوُّر القراءة، والكتابة، والمهارات المتعلّقة بها. وعلى الأرجح أنّها توجد مع الفرد منذ الولادة، وتستمر معه طيلة حياته، ومن خصائصها: صعوبات في المعالجة الصوتية والتسمية السّريعة للأشياء، والذاكرة العاملة، وسرعة معالجة المعلومات، والتطور التّلقائي (الآلي) للمهارات، والذي قد لا يتماشى مع القدرات الذّهنية الأخرى عند الفرد. وعادة يصعُب تدريس المُعْسرين قرائيًا بالطرائق التعليمية التقليدية، ويمكن تخفيف أثر عُسر القراءة ببرنامج تدريس خاصّ. “ نُشير إلى أنّ المُعسرين قِرائيّا لديهم ذكاء طبيعي (معدّل ذكاء متوسّط إلى عال)، ورؤيةٍ وسمعٍ طبيعيين، تكون حالة عُسر القراءة في 3 ٪ إلى 10 ٪ من السكان، ويولد المُعسري قرائيا مع ضعفٍ في الفصّ الأيسر للدماغ (أي أنّ أساسها عصبي بيولوجي)، ويعيشون بها مدى الحياة، يمكن لمعظم الأطفال الذين يعانون من عُسر القراءة أن ينجحوا في المدرسة مع الدروس الخصوصية أو برنامج تعليمي متخصص. يلعب الدعم العاطفي دورًا مهمًا أيضًا. على الرغم من عدم وجود علاج لعُسر القراءة، إلا أنّ التّقييم والتّدخّل المبكّر يُفضيان إلى نتائج أفضل. في بعض الأحيان، لا يتمّ تشخيص عُسر القراءة لسنوات، ولا يتمّ التعرف عليه حتى سنّ البلوغ، ولكن لم يَفُت الأوان بعد لطلب المساعدة.

o-DYSLEXIA-facebook

أعراضه:

1- زيادة حرف أو إنقاصه.
2- نطق الحرف بطريقة غير صحيحة.
3- ذبذبة في النطق (بمعنى، يقرأ الطفل إحدى الكلمات بطريقة صحيحة ثم يعود لينطقها بطريقة خاطئة إذا تكررت في صفحة أُخرى أو في سطرٍ آخر).
4- عدم معرفة و تقدير الوقت.
5- الحركة بين الايدي او الارجل اليمين و اليسار غير متسقة.
6- عدم معرفة الإتجاهات او المكان.
7- صعوبة في التركيز.

لا يُعتبر بُطء التعلم تخلّفاً عقلياً ولا بشكل من الأشكال، ولا يمكن ضمّه إلى فئات ذوي الاحتياجات الخاصة أبداً، فإن الأطفال بطيئي التعلُّم وعلى الرغم من معاناتهم الكبيرة في المُشكلات التعليمية إلّا أنّهم يمتلكون مستوى طبيعي من الذكاء والأداء العقلي العام.

خصائصه:

تتنوّع خصائص الديسيلكسيا بين المشكلات التعليمية والمشكلات السلوكية، منها:
1- نضج الطفل وسرعة تعلّمه أبطأ من أقرانه ممّن هم في نفس الفئة العُمرية.
2- يكون الطفل متأخراً في كل خطوات مراحله العمرية، بدءاً بالمشي مروراً بالتكلّم وبلُغته الغير مفهومة والغير واضحة.
3- يعاني الطفل من اضطرابات عديدة نذكُر منها: التململ، التشتُّت ، فقدان الإهتمام.
4- يتأخر الطفل في اكتساب المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة.

العلاج :

لا توجد طريقة معروفة لعلاج تشوه الدماغ الكامن الذي يسبب عسر القراءة؛ فهذه إحدى المشكلات التي تدوم طوال العمر. ومع ذلك، فقد يحسن الاكتشاف المبكر وتقييم الاحتياجات المحددة والعلاج المناسب من نسبة النجاح.

الصعوبات الوظيفية لعُسر القراءة “الديسيلكسيا”:

هنالك جملة من الصعوبات الوظيفيّة التي يعاني منها مرضى عُسر القراءة ، نذكر منها:

1- صعوبة الوصل بين الحروف والكلمات.
2- صعوبة دمج الوحدات الصوتية للكلمة.
3- نقل الكلمات بصورة خاطئة وغير صحيحة من السبورة.
4- عكس الحروف والأرقام أثناء كتابتهم.
5- صعوبة التعرّف على اتجاهات اليمين واليسار.
6- صعوبة التعرّف على مرور الوقت .
7- صعوبة التركيز في فكرة واحدة.
8- صعوبة تناسق في الحركة ما بين القسم الأيمن و الأيسر.

اكتشاف الجين المسؤول

لقد ظلّ اعتقاد الباحثين أن هنالك سبب وراثي وراء حدوث مثل هذه الإعاقة، إلى أن استطاع كُل من العالم “لوبيك” والعالم “ماربورج” (من الجمعية الوطنية لأبحاث الجينات في جامعة بون الألمانية) تأكيد هذا الاعتقاد، مُكتشفين بذك الجين المُسبب لهذا الخلل الذي سُمّي (DCDC2)، ليضعوا بهذا الإكتشاف اللبنة الأولى نحو إيجاد وسائل علاج لهذا الخلل.

DCDC2 يسبب تغيّرات في خلايا الأعصاب أثناء تطور الدماغ

أظهرت أبحاث العلماء عبر تقنية الرنين المغناطيسي (Magnetic Resonance)، خللاً في النشاط الدماغي عند المصابين الذين يعانون من بطء التعلم الذي يصيب بعض أجزاء الدماغ الأيسر، المسؤول الأول عن العمليات تحليل اللغة والإشارات العصبية البصرية.

يقول لسان الباحثين أنّ تطوير علاج لهذه الإعاقة ، من الصعب الوصول إليه في الوقت الراهن، ليبقى اكتشاف الجين المسؤول عن الديسلكسيا من الإنجازات العلمية الكبيرة ضمن علم دراسة الأعصاب، التي تضع المصابين بهذا المرض على خارطة الطريق الذي يبدء بالإكتشاف وينتهي بالعلاج فيما بعد.