ما مدى القبح الذي غرسه المجتمع فينا ؟!
بوجود وسائل الإعلام التي تواصل عمليات الدعاية ليل نهارٍ طيلة أيام الأسبوع، والضغوط التي نتعرض لها في نفس الوقت لنظهر أفضل ما عندنا، فمما لا شك فيه أن هناك العديد من الطرق “الخفية” لنبدو بصورة أفضل.
لقد خلقنا لنبدو على شكل واحد، في صورة من كان سببًا في وجودنا (بفضل الأم والأب)؛ لكننا نجد أنفسنا نبحث عن تكبير أو تصغير أجزاء من جسمنا، وتغيير لون بشرتنا وأعيننا، من بين سلسلة مطولة من التعديلات الأخرى التي لا نفكر فيها إلا لكي نتماشى مع ما يراه المجتمع مرغوبًا فيه. فلن يكون من السهل أبدًا العثور على شخص لم يدخل هذه الدائرة التي لا جدوى منها في أي مرحلة من مراحل حياته. فقد كنت مُحاصرًا في هذه الدائرة، وللأسف ما زلت بداخلها. وأعتقد أن هناك خط رفيع بين الاعتزاز بالطريقة التي نبدو عليها دون أن نصبح مهووسين بها. ارتدِ ملابس محترمة، وأغسل أسنانك، وربما عليك تمشط شعرك من حين إلى حين، وبالله عليك، يجب عليك المحافظة على الاغتسال يوميًا، سواء كنت بحاجة إلى ذلك أم لا- واتبع ذلك لفترة طويلة.
وهناك الكثير من العلاجات والعمليات الجراحية المختلفة المتاحة في الوقت الراهن، والتي أعتقد أنه من السهل علينا أن نتغلب على مدى القبح الذي يغرسه المجتمع فينّا حقًا. وفيما يلي ما أعنيه:
- المحافظين : الذين يحافظون على النظافة الجيدة من خلال الاستحمام يوميًا، واستخدام مزيل العرق وغير ذلك.
- المتماشيين مع العصر : هم الذين يقومون بإزالة الشعر بالليزر لتجنب الاضطرار إلى الحلاقة بشكل مفرط
- المغالين : هو الذين يقومون بعمل جراحات مختلفة، سواء كانت تجميلية أو غير تجميلية.
عند المناقشة وإظهار الجانب المتطرف فأعتقد أنك بحاجة إلى التأني والتفكير مليًا مرتين مع نفسك حول: “مدى القبح الذي غرسه المجتمع فيّ”. فإذا كنت تنوي خوض مغامرة تغيير الطريقة التي تبدو بها، فقد غرس المجتمع شيء قبيح في الطفل الجميل الذي جلبه والديك لأول مرة إلى هذا العالم. ومن الضروري أن تسيطر دائمًا على نفسك، وتحب نفسك بالشكل الذي أنت عليه. وهناك عددًا هائلًا ممن يعتقدون أن مستحضرات التحميل والعمليات الجراحية وغيرها ستقوم بتغيير حياتهم. ويزداد انعدام الأمن وانعدام الثقة، وأنت لا تزال على نفس الحال داخليًا. فالجمال جمال الروح!