في ظل التطورات المتسارعة في قطاع الفضاء العالمي، تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز حضورها في هذا المجال الإستراتيجي.وقد تجلى هذا الطموح من خلال تحويل «الهيئة السعودية للفضاء» إلى «وكالة الفضاء السعودية» في يونيو 2023، وإنشاء «المجلس الأعلى للفضاء» برئاسة ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، في نوفمبر 2022، هذه الخطوات تؤكد التزام المملكة بتطوير قدراتها الفضائية وتحقيق استقلالية تقنية، مما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.يُعتبر إنشاء منصة سعودية لإطلاق الصواريخ الفضائية خطوة محورية نحو تحقيق هذه الأهداف، فامتلاك منصة وطنية للإطلاق يعزز السيادة التقنية، ويقلل الاعتماد على المرافق الأجنبية، مما يتيح للمملكة التحكم الكامل في جداول الإطلاق والتقنيات المستخدمة، كما أن الموقع الجغرافي المميز للمملكة، بالقرب من خط الاستواء، يوفر مزايا فيزيائية تسهل عمليات الإطلاق وتقلل من استهلاك الوقود.في هذا السياق، أكد ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، أهمية قطاع الفضاء في تعزيز تنافسية المملكة دوليًا، مشيرًا إلى أن استكشاف الفضاء يخدم العلم والإنسانية، وخلال استقباله لرواد الفضاء السعوديين، قال سموه: «أنتم تمثلون قدرات الشعب السعودي وطموحاته في الإسهام بالابتكارات وأبحاث الفضاء لإيجاد حلول مستدامة لخير البشرية».من جانبه، يعمل وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، المهندس عبدالله السواحه، على تعزيز الشراكات الدولية في مجال الفضاء. فقد اجتمع مع قادة شركة «سبيس إكس» (SpaceX) لمناقشة توسيع آفاق الشراكة الإستراتيجية في مجالات استكشاف الفضاء والتقنيات المتقدمة، وبناء الكفاءات الوطنية في هذا القطاع.تجربة سلطنة عمان في إنشاء منصة «إطلاق» في الدقم تُعد مثالًا ناجحًا يمكن الاستفادة منه، فقد تمكنت عمان من تحويل مدينة في قلب الصحراء إلى منصة إطلاق صواريخ تصل إلى الفضاء، مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز، هذا الإنجاز يبرز قدرة الدول في المنطقة على تحقيق تقدم ملموس في قطاع الفضاء.رغم الفوائد المتعددة لإنشاء منصة فضائية سعودية، هناك تحديات ينبغي معالجتها، مثل التكاليف المالية العالية والحاجة إلى تطوير الكفاءات المحلية والبنية التحتية المتكاملة، ومع ذلك، يمكن تجاوز هذه التحديات من خلال الشراكات مع القطاع الخاص والاستثمارات الدولية، وتعزيز التعاون مع وكالات الفضاء العالمية.إن تأسيس منصة سعودية لإطلاق الصواريخ الفضائية ليس فقط خطوة نحو تحقيق استقلالية المملكة في مجال الفضاء، بل هو أيضًا تعزيز لمكانتها الإقليمية والدولية في هذا القطاع الحيوي. من خلال الاستفادة من الموقع الجغرافي المميز، والدروس المستفادة من التجارب الإقليمية، يمكن للمملكة تحقيق تقدم كبير يتماشى مع أهداف رؤية 2030.
نحو منصة سعودية لإطلاق الصواريخ الفضائية

بقلم Mohammad Bahareth
28/06/2025 | الفضاء، ريادة أعمال
مقالات مشابهة :
-
الملكية الفكرية ليست مائدة نقاش ديني.. بل مبدأ لا يُمس!
في زمنٍ تُختزل فيه المبادئ تحت عناوين“النية الطيبة” و”التوجه الثقافي”، يظهر أحد أخطر أنواع التطرف المقنّع: العبث... الملكية الفكرية ليست مائدة نقاش ديني.. بل مبدأ لا يُمس! -
🧠 كيف غيّرت أداة واحدة طريقة عملي وزادت إنتاجيتي؟
(وتعطيك 5 مكالمات مجانية كل شهر) في عالم تتسارع فيه الاجتماعات الرقمية، وتتراكم فيه التفاصيل بسرعة مذهلة، يصبح من... 🧠 كيف غيّرت أداة واحدة طريقة عملي وزادت إنتاجيتي؟ -
من كوداك إلى كود الذكاء الاصطناعي.. هل نحن مستعدون؟
في عام 1988، كانت كوداك تهيمن على صناعة الصور، توظف أكثر من 140 ألف موظف، وتُنتج 85 % من الصور الورقية عالميًا. ومع... من كوداك إلى كود الذكاء الاصطناعي.. هل نحن مستعدون؟ -
اكسر حواجز الواقع و اصفع الفشل بالإصرار
في عالمٍ يقدّس الواقعية، ويزرع الخوف من الأحلام الكبيرة، يقف القلّة فقط ليكسروا القيود ويحققوا المستحيل. الحياة ليست... اكسر حواجز الواقع و اصفع الفشل بالإصرار -
أخطاء تقنية مكلفة.. معاناة شركة طيران اقتصادي
في عصرنا الحديث، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث تسهل علينا العديد من المهام، بما في ذلك حجز... أخطاء تقنية مكلفة.. معاناة شركة طيران اقتصادي -
سكايب إلى المقبرة: هل مايكروسوفت تقتل نجاحاتها بيدها؟
عندما أعلنت مايكروسوفت في عام 2011 عن استحواذها على سكايب مقابل 8.5 مليار دولار، بدا الأمر وكأنه بداية عصر جديد في... سكايب إلى المقبرة: هل مايكروسوفت تقتل نجاحاتها بيدها؟