في عام 2075، قد تصدر محكمة ما أول حكم من نوعه: “تم الحكم على المتهم بأنه مصاب بالحب، يُحبس في مصحة حتى يعود لرشده، وتُلغى جميع تصرفاته، وتُعاد له أمواله كونه كان مغيّبًا عن الوعي.” هل تبدو لك الفكرة مجنونة؟ ممتاز، دعنا نكمل الجنون.اليوم، يُسوّق الحب كأعظم نعمة. لكن الحقيقة التي يخاف الجميع مواجهتها: الحب هو أخطر مرض عرفته البشرية.فكر للحظة: من يربح عندما تقع في الحب؟أنت؟ أبداً.الرابح الحقيقي هو بائع الورود، وصاحب المجوهرات، ومكاتب السفر، وصالات الزواج، ووكالات السيارات، ومحلات الملابس، والبنوك حين تقترض، والمطور العقاري حين تشتري شقة لتُرضي “من تحب”.الحب برنامج استنزاف منظم… وأنت الضحية التالية.حين تحب، تتحول من شخص منطقي إلى طفل يرمي أمواله وهو يضحك. تُهدي، تُسامح، تُبرر، تُعذّب نفسك، وتحاول إرضاء الطرف الآخر على حساب كرامتك ومكانتك.تخيل أنك رجل أعمال ناجح، تتحول فجأة إلى ممثل ثانوي في قصة امرأة لا ترى فيك سوى “محفظة تمشي”.ولا تلومها، فالمجتمع كله يروّج لهذا النموذج. من المجالس إلى المحتوى الرقمي، الكل يرسّخ أن الحب = تضحية مادية.هل نبالغ؟ لا.القرآن قالها بوضوح. امرأة العزيز، زوجة ملك مصر، ثرية ومحترمة، شغفها حبًا بيوسف عليه السلام، حتى كادت تهدم كل ما تملك. بل إن نساء المدينة قطعن أيديهن من الاندهاش ولم يشعرن بالألم!لذا، لا تستغرب إن بدأت البشرية قريبًا بإنتاج دواء مضاد للحب.أبحاث بريطانية تدرس حالياً هرمونات مثل الأوكسيتوسين والدوبامين لتعطيل هذا “الجنون العاطفي” وإنقاذ العقول والثروات.قد يصبح الحب في يومٍ ما تشخيصاً طبيا، تُعالج منه في المصحات، وتُحاسب عليه أمام القاضي.الحب ليس بريئًا.إنه كائن مهووس، يدخلك من الباب ويرميك من السطح.فكّر فيه كفيروس يُعطّل برامج الأمان في دماغك.هل ستثبته؟ أم تحمي نفسك منه قبل أن تدفع الثمن؟
هل الحب جريمة؟.. سؤال للمستقبل

بقلم Mohammad Bahareth
28/06/2025 | إجتماعية
مقالات مشابهة :
-
الحب طريق مختصر للإفلاس.. وتجريم العاطفة ليس ظلماً
الناس تتحدث عن البخل. عن الصرف. عن الكرم. لكننا اليوم لا نتحدث عن ذلك. نحن هنا نفضح منظومة خفية من الاحتيال العاطفي... الحب طريق مختصر للإفلاس.. وتجريم العاطفة ليس ظلماً -
الملكية الفكرية ليست مائدة نقاش ديني.. بل مبدأ لا يُمس!
في زمنٍ تُختزل فيه المبادئ تحت عناوين“النية الطيبة” و”التوجه الثقافي”، يظهر أحد أخطر أنواع التطرف المقنّع: العبث... الملكية الفكرية ليست مائدة نقاش ديني.. بل مبدأ لا يُمس! -
عندما يقول النجوم “كفى”.. لماذا ترك 11 من كبار مشاهير السوشال ميديا؟
وسائل التواصل الاجتماعي صارت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا.لكن هل توقفت لحظة وسألت نفسك: إذا كانت كل هذه المنصَّات فعلاً... عندما يقول النجوم “كفى”.. لماذا ترك 11 من كبار مشاهير السوشال ميديا؟ -
حيل شركات الاتصالات.. عندما تتآكل الثقة ويضيع حق المستهلك
أصبحت الممارسات التسويقية لبعض شركات الاتصالات في المملكة تثير قلقًا متزايدًا، وتُلقي بظلال من الشك على مدى التزامها... حيل شركات الاتصالات.. عندما تتآكل الثقة ويضيع حق المستهلك -
جمال بلا هوية.. عندما تتحول الملامح إلى نسخ مكررة
في بداياتها، كانت عمليات التجميل وسيلة لإصلاح العيوب البسيطة وتحسين المظهر بشكل طبيعي، لكن في السنوات الأخيرة، تحولت... جمال بلا هوية.. عندما تتحول الملامح إلى نسخ مكررة -
الحرب على الفلورايد تحرز تقدما
في تحول لافت، بدأت ولايات وبلديات أمريكية بإلغاء إضافة الفلورايد إلى مياه الشرب العامة، في ما يمكن اعتباره انتصارًا... الحرب على الفلورايد تحرز تقدما