آفاق التربية و التعليم
آفاق التربية و التعليم
آفاق التربية : الجهل الذي نعيشه اليوم هو نتاج أشياء كثير ، منها أن التربية تركت الى الشغالات و القنوات الفضائية و الإنترنت و الأصدقاء و المدرسة دون أي رقابة و دون أي تجهيز للأبناء . فتجد أن شخصية الأبناء تتمثل في شخصيات لأفلام الكترون و المسلسلات التي كانوا يتفرجونها في صغرهم ، و عندما تسأل شخصاً ما ما هو كرتونك المفضل يقول لك المحقق كونان و تجد سلوكه كله كالمحقق فيفتش و يسأل و دائما يظن أن هنالك مؤامرة ما ، و كذلك الذي كانت شخصيته المفضة سالي فتجد دائماً واقع الدراماً في حياته و قصص المئاسي تتكرر يوماً بعد يوم في حياته لأنه عالق في نفس الدائة التي بنى عليها واقعه ، و مثال أخير من كان شخصيته المفضلة ( باتمان \ الرجل الوطواط ) فتجده كتوم لجميع أموره الحياتية و يقفل غرفته و أدراجه بالمفتاح و لديه الكثير من المخابيء هنا و هناك . فكل هذا يؤثر في العقل الباطن و خصوصاً تلك القصص المزعجة عن الطلاق و الجرائم و الخيانات و الاحاديث السلبية أمام الأطفال .. فكم ستكون حياتهم أسهل لو أنهم لم يسمعوا عن ذلك العالم الذي يحكى لهم عن سلبياته دون إيجابياته ، و الطفل الذي يتعرض للضرب و الإعتداء دون ان يعرف لماذا يتم ضربه سيصبح أعتى المجرمين بل و سيفكر في الإنتقام من كل البشر .. فيجب على جميع الآباء و الأمهات الإستشارة و الرقابة و الحب و التسامح و التفاهم و أخذ دورات تعليمية و تربوية على قدر إستطاعتهم لأان الأجيال القادمة مسؤولية في أعناقكم و للعلم فإنهم يحملون أسمائكم أيضاً .
آفاق التعليم : ما يتعلمنه أبناؤنا في المدارس و الجامعات لا يكفي أبداً ، فالعلوم التي يدرسونها قديمة و غير محدثة و منها ما تم إيقاف إستخدامه من أكثر من عشرون عاماً ، و منها ما تم إثبات عدم صحته حديثاً ، لذك من مسؤولياتنا أن نفتح أمامهم آفاق جديدة بدايتها حب المعرفة و الإطلاع بفتح باب القراءة ، فكان والدي – عافاه الله – يطعيني راتباً أسبوعاً وهو 50 ريال لكل إحتياجاتي الشخصية والمدرسية و يطلب مراجعة الفواتير و التدقيق فيها ، و عندما قام الأستاذ بهجت مدرس الفنية بطلب من كل طالب إحضار أدوات مكلفة لم تكفي الميزانية و لم تكفي أيضا لحاجاتي الشخصية ولا المدرسية ولا حتى لجمع المبالغ لشراء لعبة لجهاز السيجا ( يحاكيه الآن البلايستايشن ) فرجعت الى والدي و أعطاني فكرة جديدة ، فكان يأخذنا كل جمعة الى البقالة و كان فيها منصات للمجلات و الجرائد ، و كنا نتشري بعض الكتبيات و مجلة ميكي و ماجد و باسم ، فالوالد وعدنا بأن يعطي كل منا 15 ريالاً على إكمال كل مسابقة و كل لغز و كل الكلمات المتقاطعة و كانت كنز بالنسبة لنا ، و أضاف عليها أن نكتب 3 فوائد لكل قصة نقرأها في المجلات سنأخذ 5 ريالات عن كل 3 فوائد ، ظننت وقتها أني سأصبح مليونيراً . فرسخت في و في إخوتي حب القراءة و متعتها ، و مع الوقت أصبحت القراءة سلهة ( علماً بأني مصاب بمتلازمة الديسلاكسيا و التي إسمها العربي العقيم هو عسر القراءة ) و بعدها قام الأستاذ بهجت هداه الله بطلب معدات أخرى غالية الثمن و مكلفة جداً فلم تكن تلك الأموال في متناول اليد على الإطلاق فكان مسدس الغراء ب 150 ريال و كان جهاز الحرق على الخشب يكلف 110 ريال و النحاس و أدواته تكلف 74 ريالاً إضافة الى اللوحات . و من كان لا يأتي بالطلبات كان يضربنا بأنابيب الغراء الخاصة بمسدس الغراء و هي مؤلمة جداً ، فكان التعلم عنده بالقوة و العجيب أن مدرسة مثل مدارس الاندلس الاهلية مكلفة ، فأبي مثلاً يدفع لهم لكي يزرعوا العقد النفسية في إبنه أم لكي يعلموه و يحسنوا مستوى و يعتنوا بإبنه ؟!! و أبو حضرم دائماً يحبها بالريال فقد صرفت من المرحلة الإبتدائية الى نهاية المرحلة المتوسطة حوال 6762 ريال سعودي على متطلبات مادة التربية الفنية في 9 سنوات ، وهو ما أجده مبالغاً فيه علماً بأن المبالغ المدفوعة للدارس الخاصة هي مبالغ كبيرة و يجب أن تشمل الأدوات التعليمية القابلة لإعادة الإستخدام و ربما هي تلك التجربة التي دفعتني الى القراءة أكثر حتى أحصل على مال أكثر أسابق الزمن لأكتفي شر المسطرة أو أنبوب الغراء ، و عندما عدت الى والدي مرة أخرى فعرض علي عرض مغري جداً ، كل صفحة أقرأها من كتاب لا يحتوى على صور 20 ريال سعودي ، وقتها جننت و أصبحت أقرأ حتى الموسوعات و قبل أن يدفع لي كان يسألني و يتمعن في أجوبتي حتى يقر يقيناً أني إتستفدت أكثر إستفادة بل و كان يناقشني في طريقة إستنتاجي للمعلومة و في رأيي الشخصي عن تلك المعلومة ، فعندها فرجت المشكلة و أصبحت قارئاً و أذكر أول كتاب قرأته بالعربية كانت رواية شيرلوك هولمز ( عصبة ذو الشعر الأحمر ) لـ Sir Arthur Conan Doyle و سلسلة الخيال العلمي ، تلك كانت الأيام التي أسبح فيها بخيالي ، فعلاً حتى إني أذكر أول رواية قرائتها باللغة الإنجليزية كانت آلة الزمن لـ H. G. Wells و اليوم أفتخر بكوني كتبت رواية من ثلاثة أجزاء باللغة الإنجليزية عرفاناً بالجميل الذي وسع خيالي في طفولتي شيرلوك هولمز في 2012 و التي إعترف به ورثة الكاتب السير آرثركونان دويل مؤلف سلسلة روايات شيرلوك هولمز بل و أخذت تصريحاً منهم و شعارهم على خلف كل كتاب من تلك الرواية ، و كان أيضاً لآلة الزمن نصيب كبير في روايتي التي ستكون في باللغة العربية خلال العام الميلادي هذا بإذن الله .