تعد وسائل التواصل الاجتماعي اليوم منصة قوية لنشر المعلومات والتوعية بالقضايا الإنسانية، ومع ذلك، قد تصبح هذه المنصات وسيلة لنقل رسائل خطيرة دون علم المستخدمين. مؤخرًا، تم تداول صورة في حملة تضامنية مع النازحين في فلسطين مكتوب عليها “كل العيون على رفح ALL EYES ON RAFAH “، واتضح لاحقًا أن هذه الصورة تحمل رسالة سرية مشفرة بنظام Steganography صادرة من جماعة سياسية مصنفة إرهابية.
المشكلة الكبيرة تكمن في أن الناس، بدافع التعاطف الإنساني، نشروا هذه الصورة على نطاق واسع دون التحقق من مصدرها أو محتواها. هذا السلوك يعكس نقصًا في الرقابة الذاتية والاندفاع وراء العواطف دون وعي، مما يمكن أن يؤدي إلى نشر رسائل خفية تخدم أهدافًا خبيثة.
نقل الرسائل المشفرة دون علم يمكن أن يساعد الجماعات الإرهابية في توجيه التعليمات أو نقل المعلومات الحساسة دون أن يلاحظ أحد، مما يعرض الأمن الوطني والدولي للخطر ويبرز الحاجة الماسة لتعزيز الوعي بمخاطر نشر المعلومات دون التحقق منها.
من الضروري وضع آليات لتنظيم الإعلام ومنع تداول مثل هذه الصور في المستقبل. يجب وضع ضوابط صارمة للتأكد من صحة وأمان المعلومات التي تنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما يجب تطبيق العقوبات على من ينقل صورا أو معلومات غير موثوقة قد تحتوي على رسائل مشفرة أو معلومات مضللة.
التعاطف هو سمة إنسانية نبيلة، لكن علينا أن نكون واعين ومدركين للمخاطر التي يمكن أن تصاحب نشر المعلومات دون التحقق منها.
دعونا نعمل معًا لنشر الوعي وتطبيق الضوابط اللازمة لضمان أن تكون منصات التواصل الاجتماعي مكانًا آمنًا للجميع، بما يتوافق مع الأنظمة والقوانين الإعلامية في المملكة العربية السعودية.